ودعت أم القرى يوم الأربعاء الماضي أحد رجالها البارزين، ذلكم هو الشيخ إبراهيم أحمد سندي رحمه الله المدير العام السابق لمكتب العمل والعمال بمكة المكرمة عن عمر يناهز 88 عاماً قضى معظمها في العمل الإداري الذي كان خلاله مثالاً حياً للنزاهة ونظافة اليد، والدفاع عن العمال أمام سطوة المال ورجال الأعمال، ومع ذلك لم يخسر الوسط الاقتصادي ورجاله، بل كان محل تقديرهم لما لمسوه فيه من عدم وجود أهواء شخصية في تعامله الإداري معهم، كما أنه كان بحق مدرسة وأستاذاً لأجيال من الموظفين الذين تتلمذوا على يديه في مكتب العمل الذي قضى فيه جُلَّ حياته الإدارية بعد سنوات قضاها في وزارة المالية.
ومن المواقف التي سجلها وحظيت بتقدير المسؤولين في إمارة منطقة مكة المكرمة أنه شارك في لجنة إدارية أمنية لمعالجة امتناع عمال النظافة التابعين لأمانة العاصمة المقدسة عن أداء عملهم وهم من جنسية عربية من دولة مجاورة، وكان بعض أعضاء اللجنة يركزون على المعالجة الأمنية، ولكن السندي بحكم خبرته العمالية نصح بمعالجة اجتماعية وحقوقية متزامنة مع المعالجة الأمنية، وأن أصل المشكلة ناتج عن تأخر صرف الأجور الشهرية لأولئك العمال وعند رفع التوصيات لإمارة المنطقة رجح رأيه وتمت معالجة المسألة بطريقة هادئة وعادلة.
وذات يوم وقف في صف عامل لجأ إليه شاكياً رب عمله، فأبى تركه وحيداً على الرغم مما واجهه من ضغوط اجتماعية وإدارية وصل صداها إلى وزير العمل في حينه الأستاذ محمد على الفايز الذي تولى فيما بعد وزارة الخدمة المدنية، وهو الآخر مثال للنزاهة والاستقامة، فساند السندي في موقفه المبدئي، وفي الوقت نفسه أوجد حلاً لقضية العامل المتظلم وفق النظام الذي يرتكز على قرارات اللجان الابتدائية والعليا للخلافات العمالية.
وكان إبراهيم سندي بعد تركه لوظيفته الرسمية وخلوده إلى التقاعد صاحب شفاعة حسنة مقبولة عند من يكتب لهم باذلاً شفاعته لأصحاب الحاجات من الشباب الباحثين عن عمل أو رقيقي الحال الباحثين عن المساعدة أو الذين لديهم معاملات تحتاج لشفاعته عند الإدارات الحكومية، وقد سمعت مسؤولاً رفيع المستوى يفسر حرصه على إمضاء شفاعة السندي في معاملة نظامية بأن هذا الرجل لم يمد يده ولم يستفد قط من موقعه الوظيفي السابق فكيف لا تقبل شفاعته الحسنة؟
وكنت أحد رواد مجلسه الاجتماعي المسائي الذي يرتاده محبوه بعد أن توثقت معرفتي به عن طريق كل من الأستاذين عواض الفهمي المفتش المحلَّف بالمكتب سابقاً وإبراهيم عساس مدير الاستقدام بالمكتب سابقاً فأجد في داره العديد من رجالات أم القرى الذين لم تربطهم به إلا المحبة في الله.. تغمده الله برحمته وواسع فضله، ورزق أهله وذويه الصبر والسلوان، إنّا لله وإنّا اليه راجعون.
* كاتب سعودي
ومن المواقف التي سجلها وحظيت بتقدير المسؤولين في إمارة منطقة مكة المكرمة أنه شارك في لجنة إدارية أمنية لمعالجة امتناع عمال النظافة التابعين لأمانة العاصمة المقدسة عن أداء عملهم وهم من جنسية عربية من دولة مجاورة، وكان بعض أعضاء اللجنة يركزون على المعالجة الأمنية، ولكن السندي بحكم خبرته العمالية نصح بمعالجة اجتماعية وحقوقية متزامنة مع المعالجة الأمنية، وأن أصل المشكلة ناتج عن تأخر صرف الأجور الشهرية لأولئك العمال وعند رفع التوصيات لإمارة المنطقة رجح رأيه وتمت معالجة المسألة بطريقة هادئة وعادلة.
وذات يوم وقف في صف عامل لجأ إليه شاكياً رب عمله، فأبى تركه وحيداً على الرغم مما واجهه من ضغوط اجتماعية وإدارية وصل صداها إلى وزير العمل في حينه الأستاذ محمد على الفايز الذي تولى فيما بعد وزارة الخدمة المدنية، وهو الآخر مثال للنزاهة والاستقامة، فساند السندي في موقفه المبدئي، وفي الوقت نفسه أوجد حلاً لقضية العامل المتظلم وفق النظام الذي يرتكز على قرارات اللجان الابتدائية والعليا للخلافات العمالية.
وكان إبراهيم سندي بعد تركه لوظيفته الرسمية وخلوده إلى التقاعد صاحب شفاعة حسنة مقبولة عند من يكتب لهم باذلاً شفاعته لأصحاب الحاجات من الشباب الباحثين عن عمل أو رقيقي الحال الباحثين عن المساعدة أو الذين لديهم معاملات تحتاج لشفاعته عند الإدارات الحكومية، وقد سمعت مسؤولاً رفيع المستوى يفسر حرصه على إمضاء شفاعة السندي في معاملة نظامية بأن هذا الرجل لم يمد يده ولم يستفد قط من موقعه الوظيفي السابق فكيف لا تقبل شفاعته الحسنة؟
وكنت أحد رواد مجلسه الاجتماعي المسائي الذي يرتاده محبوه بعد أن توثقت معرفتي به عن طريق كل من الأستاذين عواض الفهمي المفتش المحلَّف بالمكتب سابقاً وإبراهيم عساس مدير الاستقدام بالمكتب سابقاً فأجد في داره العديد من رجالات أم القرى الذين لم تربطهم به إلا المحبة في الله.. تغمده الله برحمته وواسع فضله، ورزق أهله وذويه الصبر والسلوان، إنّا لله وإنّا اليه راجعون.
* كاتب سعودي